عمر سليمان رئيسا للجمهورية
يبدو أن حملات دعم المرشحين لن تتوقف عند الأسماء التي تم طرحها على الساحتين السياسية والشعبية، والتي تمثلت في دعم جمال مبارك، البرادعي، وأيمن نور، وغيرهم، فالأمر سيزداد سخونة، بعد تدشين حملة علنية لأول مرة تطالب اللواء عمر سليمان، رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية الحالي، بالترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة. وكان عدد من النشطاء الشباب، أطلقوا حملتهم، بتعليق عدد من البوسترات التي حملت عنوان " البديل الحقيقي عمر سليمان رئيسًا للجمهورية".
سبق حملة البوسترات، إطلاق مدونة على شبكة الانترنت، وصفحة على الموقع الاجتماعي الشهير الفيس بوك، بعنوان "لا جمال ولا الإخوان .. عايزين عمر سليمان".
البوسترات المؤيدة، لرجل "دبلوماسية الغرف المغلقة"، حسب وصف صحيفة "الفاينانشيال تايمز" البريطانية، انتشرت في العديد من الأماكن القاهرية، منها التجمع الخامس، ومنطقة إمبابة، وميدان لبنان، والمهندسين، والمعادي.
كانت أسهم رئيس جهاز المخابرات العامة، قد تزايدت في الفترة الأخيرة في مواجهة ما يعرف بسيناريو التوريث، حسبما تقرير نشرته صحيفة - القدس العربي - والتي أوردت فيه، أن تزايد التحديات المتعلقة بالأمن القومي وأخرها الأزمة مع دول منابع النيل وتصاعد حركة الاحتجاجات الشعبية والعمالية تقف وراء تقوية فرص اللواء عمر سليمان.
وأشارت الصحيفة إلى أن العديد من الأوساط الإقليمية والدولية تنظر إلى اللواء سليمان باعتباره نائب الرئيس الفعلي نظرًا لدوره الفاعل بالملفات الرئيسية في السياسة الخارجية.
يذكر أن اللواء سليمان، تعرض إلى انتقادات في الصحافة الاسرائيلية، التي دعت إلى رفض استقباله بعد سحب القاهرة لسفيرها من تل ابيب قبل سنوات، إلا أنه يحظى بمعاملة واحترام شديدين من قبل المسؤولين هناك.
لم يكن ذلك الموقف الوحيد، بل أن سليمان، ألغى قبل ذلك زيارة لتل أبيب، احتجاجًا على التصعيد العسكري ضد المدنيين في غزة.
وكان نجم اللواء سليمان، قد صعد بعد حادثة محاولة اغتيال الرئيس مبارك في اديس ابابا في العام 1995 .
التصريحات الصحفية الخارجية، عن عمر سليمان لم تتوقف في الفتر ة الأخيرة، فالصحفية الأمريكية المشهورة "ماري ويفر" قالت قبل حين:" إن أحد المسئولين الأمريكيين عمل مع عمر سليمان لسنوات وقال عنه: إنه معتدل ومهذب وله خبرة طويلة ومقبول من رجال الأعمال ، لكن عددا قليلا للغاية يعرف آراءه السياسية، وأنهم سيشعرون بالراحة في التعامل معه ".
فيما نقلت صحف اسرائيلية عن مسئول لم تسمه نفي اللواء سليمان أنه سيكون الرئيس المقبل، كما وصفه " يوسي ميليمان"، المحلل السياسي، بصحيفة "هاآرتس الاسرائيلية"، في تقرير مطول بأنه الرجل الأقوى في مصر.
لم يتوقف الأمر عند التصريحات الخارجية فقط، فقد حظي عمر سليمان باحترام داخل كبير، أبرزه العديد من الشخصيات العامة المصرية، منها المستشار محمود الخضيري، رئيس نادي قضاة الإسكندرية السابق، الذي قال عن اللواء سليمان أنه من الشخصيات التي تتمتع بحسن سير وسلوك طاغ وبالطبع فإن وجوده على رأس المؤسسة الرئاسية، خلال المرحلة المقبلة قد يسفر في نهاية الأمر عن الحيلولة دون السقوط في دوامة المجهول.
حمدين صباحي، وكيل مؤسسي حزب الكرامة والنائب بالبرلمان، قال أيضًا، "لا يمكن بأي حال من الأحوال مقارنة اللواء سليمان بتاريخه الطويل بجمال مبارك، فالأول خدم مصر وله سجله العسكري المشرف"، فيما قال الكاتب الكبير فهمي هويدي، قال عنه " ظل اللواء عمر سليمان من الشخصيات القليلة التي تحظى بالثقة والاحترام بين المتربعين على قمة هرم السلطة في مصر. وهذه المواصفات تجعلنا نزن كلامه بميزان مختلف عن غيره من المسؤولين".
يذكر أن اللواء عمر سليمان، ولد في 2 يوليو 1936 ، في محافظة قنا، التحق بالكلية الحربية وعمره 19 عاما وأرسله الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إلى الاتحاد السوفيتي السابق لاستكمال دراسته العسكرية في أكاديمية فرونز العسكرية بموسكو، وانضم إلى الجيش عام 1954، ولدى اللواء سليمان مؤهلات علمية وعسكرية، فهو حاصل على ماجستير في العلوم العسكرية، إضافة إلى ماجستير في العلوم السياسية من جامعة القاهرة.
وشغل سليمان مناصب سابقة، مثل رئيس فرع التخطيط العام في هيئة عمليات القوات المسلحة، مدير المخابرات العسكرية، رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية بدءا من 1991 حتى الآن.
كما أنه شارك في حرب اليمن، وحرب يونيو 1967، وحرب أكتوبر 1973.